كان سعيد ولداً ظريفاً ولطيفاً يحب اصدقاءه ويجتمع دائماً معهم في حلقات السمر حيث يلقون النكت والطرائف.. إلا ان سعيداً ما كان يترك لأحد مجالاً للحوار مطلقاً فكان من أول الجلسة الى آخرها يحرص تماماً على ألا يتحدث أحد غيره فكان يخرج من موضوع ويدخل في آخر ويسهب في هذا ويطيل في ذلك حتى انه في كثير من الأحيان كان يخترع حكايات وأحداثاً ليس لها أساس من الصحة وانما هي من محض خياله بغرض الاستحواذ على كل فرص الكلام.. ومع مرور الوقت شعر اصدقاؤه برغبته الجامحة هذه في الكلام.. واصابهم الملل بسبب حكاياته التي إما ان تكون مكررة او انها مفتعلة ومختلقة وتافهة تقتل وقتهم دون متعة او تسلية إلا لسعيد فقط الذي كان يرى متعة كبيرة في انطلاق لسانه دون رادع.. ورويداً رويداً بدأ اصدقاؤه يتجاهلونه في مجالسهم، ثم صاروا لا يدعونه الى منتدياتهم.. وهكذا صار وحيداً هو ولسانه فقط.. فصار يحدث نفسه ويلومها واذا به يشعر وكأن لسانه يصرخ فيه قائلاً: لقد أرهقتني كثيراً دون داعٍ ولو انك احسنت معاملتي لما هرب منك اصدقاؤك ولما جعلتني هكذا وحيداً دون صديق اتسامر معه.. يا صاحبي.. ان لسانك حصانك.. ان صنته صانك.. وان هنته هانك.
قصه موثره و تقبلي مرؤري